بطاقة تهنئة للمعلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

"

الجهـــــــــــل غشاء سميك يغشّي العقول والعــــــــلم نار متأججة تضطرم في ذلك الغشاء لتحرقه رويداً رويـداً ، ولا يزال العقل يتألم ما دام ذلك الغشاء بينه وبين تلك النار ، حتى إذا أتت عليه انكشف فرأى العقل النار نوراً والألم سروراً

"

كنا ــ نحن الطلاب ــ في هذه الجامعة الإنسانية والتي يسمونها " الخليقة " التي شهدت خلقة آدم أولاً وستشهد نفخة إسرافيل آخراً ... كنا كمن يمشي في موماة جرداء مقفرة انبسطت رمالها متجعدة تجعد الأمواج على سطح قاموس المحيط تحت شمس طَفِلت للإياب ... فكنتم لنا - يا سادتي - الدوحة النضرة ، وأجلستمونا في ظِل أشجاركم المخضوضرة ، وانشقتمونا شذى أزهارها العطرة ...
وكنتم لنا الأنهار التي سقت ظمأ عقولنا بأباريق العسجد ، وروت عطش قلوبنا بكـــؤوس الزبرجد ... وما كان علينا سوى أسمال تتراءى مزقها واضحة ... فألبستمونا حلل العلم ، ورفعتم على رؤوسنـــا تيجان الأدب .... فغبطتنا السماء... أجرامها...نجومها... شمسها وقمرها.
فيا أيها المعلمون ... يا كواكبَ تطل من علياء سمائها فتنير غدافية الإهــاب ، وتشع بالنجوم ضريرة النجوم لأجلكم ... في مثل هذا اليوم من كل عام يقف ركب العالم السائر لينزل عن مطيته ساعة ، ويقف مطأطئ الرأس أمامكم ليهنئكم في هذا اليوم ويبعث من الصميم إليكم أرق التهاني ... ومهما فعل فإنه يظل عاجزاً عن شكركم .
وما نقول - يا سادتي - إلا : حفظكم الله بحفظه ، وأبقاكم مشاعل متقدة تنير درب الأجيال ، وألبسـكم حلل العافية الأبدية ....
وهذه همسة تهنئة منبعها القلب الذي أحبكم ... همسة أهمسها في آذانكم محبة ووفاءً ... تقديراً وإعجاباً .... وإليكــــم من أعماق القلب أقــــــدم الاحترام ... والسلام.